الجمعة، 24 يناير 2014

غربتان

غربتان
         مازالت كل الذكريات محفورة في رأسي ومحشورة بين أضلعي تضمني أحيانا وتقتلني أحيانا" أخري.. ترتفع وتنخفض مع كل شهيق وزفير .. تختلط مع أنفاسي ودقات قلبي.. أنوح وأبكي كذئب يعوي في غابة مظلمة هي الذئب وأنا الفريسة!
يستغيث قلبي وجسدي وأنا على فراشي المحفور في وسطه وكأن قنبلة هيروشيما
ألقيت عليه
  تلتفت عيناي إلى كل الشباب النائمين والذين لازالوا يشاركوني إيواني
وغرفتي كلهم جاءوا مثلي لينسوا آلامهم وأحزانهم وبحثا" عن لقمة العيش.
لازلت ممتد على سريري وكأني ممتد على كرسي مصنوع سعف النخيل،
أتقلب عليه فتتقلب معه كل أحشائي. تتداخل الأسئلة والإجابات بين عقلي وقلبي..
(لما أنا هكذا!؟ كل شي عندي ثنائي كقطبي مغناطيس .. ماذا فعلت حتى اجني كل هذا التعب مع ذكرياتي التي لا تدعني افرح ولو للحظه وكيف أنام واصحو وأنا لا اعرف ليلي من نهاري !؟ … وان هناك من يتهمني باني انتهازي وأناني من الدرجة الممتازة أو الأولي.. ألم تعرفني بعد!!! ونحن اللذان درسنا وجلسنا معا" على مقاعد الدراسه الجامعية.. لما لاترد على اتصالاتي
:قبل سفري أخبرتني صديقتها بان مروه كانت تحبني، فقلت لها
من أصر على ان نظل أصدقاء واخوه لان قلبها كما
قالت ملك لابن عمها وحبيبها كيف يحدث هذا !!
ما ذنبي الآن ان جاء ردها بعد فوات الأوان. وعندما طلبت مشورتها
بخصوص توديعي العزوبية.. فرحت لاجلي ولم تتردد وبحثت معي عن عروس مناسبة واختارت لي صديقتها!! ثم اختفت يوم زفافي وقطعت حبل المودة ولم تعدد تزور أختي أو تتصل بها.. غابت كالشمس.. باعت صداقتنا ولم أبع ذكرياتنا أو اشتري صداقه جديده
سالت عنها كثيرا"، ورجوت صديقتها ان تصلح ذات البين فالحياه مستمرة
ولاتعود الأيام للخلف،وقبل أيام رزقت بطفل وكنت أتمنى ان تهنئني .. فبدونها لن
يكتمل فرحي وسأظل أعاني الوحدة. وكلما رن هاتف أو اسمع طرق على الباب أظن بان رسول الحب قد وصل،فاقفز من على فراشي لافتح الباب لافاجى بزميل جديد أمامي يبحث عن ألفه وسكن، بعد ان ضاق بهموم المعاناة الانفرادية والغربة والألم
وحزني اني أعيش غربتان.. غربة فراق الأهل والوطن وغربة اختفاء اعز صديقه
لازالت حاضرة في ذاكرتي التي سلبت مني لساعات في هذا المساء .. وعادت أخيرا



السبت، 10 أغسطس 2013

 

 

الى معذبتي

ياصغيرتي
متى تعلمك الايام
ان الحب الطاهر انقى انواع الحب
وان الحب الغادر طعنه في القلب
وان هناك فرق بين الاثنين

                              اخبرتك مره

ان حب المصلحة لايبقى
وان حب المنفعة لايبقى
وان هناك تساوي الاثنين
ولهذا صارحتك
من دون بنات الكون
***
حاولت كثيرا" أن أبدأ
حاولت كثيرا" ان اسأل
لكن منك كان الرفض

***
وتاتيني اجابه
انت هجرت ..
وتركت الوطن وتغربت
ورضيت الفرقه وتكبرت !!
****
فاجيب اجيب
من  وضع شرط القوه
من صرح لنون النسوه
اما ان تبقى معاي
او سأسد الفجوه
أنسيتي ان المستقبل
نصنعة معا بالرسمة ا لحلوه
لكنك ظليت الرسام لوجهك
وضللتي تبتعدين مليون خطوه

***
اليوم جئت تعاتبني
ونسيتِ تتمني امنيه
عامان حاولت احققها
لكن كنت في اّن واحد

كنتِ جلادي والحب
فمتى ياجلادي تعرف
ان قلوب النسوه
لم تخلق سوطا" ..بل خُلقت لتحب
ومتى ياجلادي تعرف ان قلوب النسوه
اذا لم يملأها الشهد.. تستحيل رمادا"

فبرغم الهجران
لازلت احبك
وساظل احبك !!

متى تنزل من برج العظمة
متى تنطق فيك الكلمة
ان الله يغفر ذنبا"
وانا لاذنب لي
افي قلبك  رحمه

اني اعيش وحيدا"
وعيوني تتعلق نجمة


نجيب سعيد الشعبي


الثلاثاء، 9 يوليو 2013

شيئ اسمة الحب

         الكل منهمك في عمله ولا يسمع غير طقطقات صادره من أصابع التلاميذ كحوافر خيل جامح والذين تراصوا كأشجار الصفصاف حول أجهزتهم ، والعقول سرحانه في هذا الجهاز العجيب الذي حول العالم إلي قريه صغيره
         لم تكن بينهم سوى ورده نمت في رحم البحر ، تخفي وجهها بنقاب أسود لا تظهر منه سوى تلك العينين الحزينتين
         سألتني بكل أدب .. إلتفت إليها .. بريق غريب لمع في عيني فاصبح هذا الجهاز الذي أمامي لا قيمه له .. إعترتني رعشه في بدني كأنها مس كهربائي
سألتها: ماسر مسحة الحزن هذه التي في عينيك؟  
        إختفت عن ناظري بعد أن رمقتني بنظره تحمل في طياتها أشياء كثيره من تحت النقاب ، ثم رأيتها تظهر في زاوية الفصل محاولة الابتعاد ونظراتي تتبعها .
          تستمر عيناي مركزه على شاشة الجهاز ونفسي تحدثني قائله:
 = سيخترعوا كل شيء وسيفتحون صفحات لراغبي الزواج ولكن لن يستطيعوا أن يخترعوا شيئا" إسمه الحب  
تقربت إليها .. خطونا خطواتنا الأُولى في درب الصداقة .. ذات يوم أهديتها قصيده سميتها ذات النقاب ، وطلبت مرافقتها لي في رحله عائليه إلي البحر .. فجأة عادت كل قصائدي كأنها سموم وأهدتني قطيعة ! ، أوصدت كل أبوابها الحديدية أمامي ..منعت كل حراسها أن يدخلوني .. تعالت صرخات عشقي علها تسمعني فتعالى صوت كوكب الشرق من مذياعي الموضوع بجانبي على السرير ببيت من قصيدة الأطلال!! ( هل رأى الحب سكارى) .. وصلت أوردتي وشراييني الى قرار مع قلبي .. لابد من عمل سياج حديدي ووسم سطحي لجرح يمكن أن يكبر
وبعد زمن عادت تسألني قائله:
لماذا لم تعتذر!؟
= عن ماذا
انك دعوتني الي رحلة وقصيده
وماالغريب في ذلك!؟
سبق أن دعى والدي والدي ورماها في قاع المحيط!!
= ياالهي .. أهذا سبب حزنك!!؟
نعم
أصابع اليد لا تتساوى. وتأكدي اني لست كوالدك
ابتسمت قائله :
= خلاص سماح
يستمر صوت المذياع يردد (ما بأيدينا خلقنا تعساء) وأنا ممتد على سرير
وما رأيك في القصيدة؟
في منتهى الروعة!!
إذا" هل تقبلين دعوتي مره أخرى للإبحار إلي مرافئ العشق؟
نعم
وضحكنا معا" ومشينا….
في ذلك اليوم انتظرتها في قاربي طويلا" كما ينتظر العصفور أمه في العش .. .
استمر صوت المذياع يحاكي قصتي ( ومضى كل إلى غايته لاتقل شئنا فإن الحظ شاء)


السبت، 6 يوليو 2013

panoramanajibabuissa: اخت القمر

panoramanajibabuissa: اخت القمر: قال صديقي : لم أكن أعلم أو أصدق بأن للقمر أُخت تعيش بيننا على وجه هذه الأرض إلا عندما قابلتها على باب شقتها في العماره، فقد طلب مني صد...

اخت القمر



قال صديقي:
لم أكن أعلم أو أصدق بأن للقمر أُخت تعيش بيننا على وجه هذه الأرض إلا عندما قابلتها على باب شقتها في العماره، فقد طلب مني صديقي أن أُسلّم رسالة لأختها يعتذر فيها عن عدم قدرته على المجيء بسبب مرضه ، والفرق بينها وبين القمر هي إنها الأجمل . فالقمر إن خسف ضاعت كل ملامحه وازداد سواده .. أما أُخت القمر فهي ان إنكسفت بسبب مغازلتي لها.. تزداد جمالا" فيتورد خداها كأنهما التفاح وينطبق رمشاها كليل دحمس وهو يحتضن السفن الراسية على شاطئ عينيها.
قلت لها مخاطبا" وهي تتسلم رساله صديقي :
= أأنت !؟
أجابت وبضحكه بريئة :
= لا .. أنا أختها .
قلت وقد جحظت عيناي :
= لا اصدق!! هل أنا في حلم أم حقيقة؟
قالت:
= لماذا !؟
قلت وأنا أمد يدي باتجاهها :
= أرجوك اقرصيني في يدي لأتأكد من اني أمام أخت القمر بالفعل!!
قالت وهي مبتسمة وعيناها إلى الأرض:
=أرجوك لا تخجلني ولا تزد شيئا".
قلت :
= لقد اخبروني عنك في العمارة والشارع والمقهى ولم اصدق ذلك الوصف!
قالت :
= وماذا قالوا؟
قلت :
= قالوا إنك فاتنة، في التاسعة عشر من عمرك ، ما أروعك عندما تلبسين بنطلون الجينز وتلفين جسدك بعباءة سوداء ، وتتدلى على جبينك خصلة من شعرك الذهبي وكأنها خيوط الشمس وما اجمل تقاطيع وجهك ..وشموخ أنفك وكأنه البتّار عيونك .. شفتاك .. رموشك .. جفونك ..عنقك .. صدرك .. انك فعلا" آيه من الجمال.
واصلت حديثي معها وسألتها عن اسمها .
أجابت:
= إنجيلا
بعد ذلك ودعتها متمنيا" ان نلتقي مره أخرى.
كان ذلك أول لقاء بيننا بعدها حاولت إقناع صديقي بان يساعدني على الالتقاء بها .. ومع الأيام فشل صديقي في إقامة علاقة عاطفية مع أختها ونجحت أنا بامتياز أمام ذلك الجمال الرباني.
أخبرتها يوما" ان عقول الناس قد نسجت قصص حب وهميه كثيره معك محاولة الاساءه إليك مرددين المثل القائل (اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول).. هل وصلت إليك تلك التهيؤات والهستيريا؟
قالت:
= نعم وتواصل حديثها ..هل ستصدقني إذا أخبرتك!؟
قلت:
= احب الصراحة في هذا الأمر.
قالت:
= لم أتخيل ذات يوم اني سأقع في شباك أحد كالسمكة ، حتى جئت انت ورميت شباكك واصطد تني!
فلكم تلقيت عبارات المديح وكلمات العشق ولم تؤثر فيّ ، وكنت في قمة السعادة وأنا أرى عشرات الشبان يسيرون خلفي او واقفين منتظرين كلمة مني ولم يقتصر الأمر على الشباب.. حتى المتزوجون انبهروا بي .. وأنا سعيده ان الله أعطاني هذه الجمال جل جلاله بديع السماوات والأرض فكانت الزيارات لا تنقطع عن بيتنا لتقديم عروض زواج لي من الجميع، وصكوك على بياض وقرارات بتدمير أُسر ولكني رفضتها جميعا" وقررت ان أعيش كملكة لأني كنت أريد ان أظل تلك الفراشة أحلق في الفضاء واغني لان كل الناس تحبني وتريد سماع غنائي وتحب ان أكون عصفوره بين العصافير ورفضت ان اغني لإنسان واحد واترك كل الزهور والبساتين!!!.
كان حبنا نقيا" صافيا" كالماء ..حلقنا معا" وحملنا رسالة الحب إلى كل الناس وبقينا في عالم الحب .. حورية من الجنة وإنسان من الأرض .
لم امسسها أبدا" وإلا كنت فشلت في الامتحان ..وهبتها الحب الذي لا ينضب أبدا" وأيقنت بأنها عفيفة السريرة والجهيرة .. وكتبنا ذكرياتنا على رمال الساحل الذهبي وفي الكورنيش وفي صيرة وكل المتنزهات والبساتين وكانت أختها دائما" برفقتنا ولم اكن أنانيا" او متملكا".
قالت لي ذات مساء ونحن في منتزه الاسره:
= احبك.
قلت محاولا" استفزازها :
= لا اصدق!
قالت:
= سوف اصعد على الطاوله واصرخ بأعلى صوتي .. احبك ان أردت!
قلت لها لدي رأي آخر:
= هل ترين تلك الاسره.. اذهبي إليهم واخبريهم بأنك تحبينني.
(لم اكمل جملتي إلا وذهبت حبيبتي إلى عند تلك الاسره).. دنت منهم كما يدنو القمر على كوكبنا ليضيء ليالينا .
قالت لهم:
= هل ترون ذلك الشاب؟
قالوا :
= نعم
وببرودة أعصاب قالت: أنا احبه.
ثم جاء دوري فذهبت إليهم وسألتهم : ماذا قالت لكم؟
قالوا :
= قالت إنها تحبك.
قلت :
= وانتم مارايكم؟
قالوا:
= يبدو إنها فعلا" تحبك.
وضعت ذراعها تحت ذراعي قائلا" لهم : وأنا أموت فيها!.. وسرت عائدا" إلى مكاني.
وفي اللقاء قبل الاخيرطلبت ان تراني والتقينا في منزلها
قالت وعلامات الحزن مرسومة على وجهها:
= سأعاود مع الأسرة إلى صنعاء بسبب انتقال عمل والدي.ولا اعلم ماذا يخبئ لنا القدر بعد.. أنا أشكرك على كل لحظه حلوه عشتها معك لانك كنت إنسان بكل معنى الكلمة .. معك عرفت الحب وانه أسمى من كل شيء واجمل من ان يُخدش كما يفعل البعض في علاقاتهم الغريزية فخذ مني ما تشاء فربما لن تراني بعد اليوم!.
وأجهشت بالبكاء.
لم استطع ان أتمالك نفسي فسالت دموعي على خدي فقلت لها:
= يهون ان تطلقي رصاصه على ولااسمع مثل هذا الكلام.
وهرولت خارجا" من منزلها.
وقبل سفرها بيوم طلبت مني ان نلتقي ولم يكتب لهذا اللقاء الاكتمال فهل هذا هو قدرنا..ان نفتـــرق
وهاأنا أعيش اليوم على أوراق الذكريات التي تركتها لي رسائلها منذ عام ومركزا" ذهني على كلمة احبك التي كتبتها بدمها متمنيا" ان يجمعني الله بأخت القمر مره أخري
( أما كاتب هذه القصة فقد احبها قبل ان يراها وتمنى ان يلتقيها ولو مره واحده منكرا" على نفسة وجود أخريات على وجه الأرض مهتديا" ببيت الشعر القائل( الأذن تعشق قبل العين أحيانا

الثلاثاء، 2 يوليو 2013

قصة قصيره لاعطر بعد عروس



- الشمس ترسل أشعتها على القرية وأهلها معلنة بدء يوم جديد... كأنها جنين يخرج من بطن أمه لأول مرة
زقزقة العصافير وهي على أغصان الأشجار توحي بالسعادة و الفرح يالها من معزوفة جميلة وخرير الماء ينهمر من الجداول والعيون توحي لك بالأمل والحياة.
- صباح جميل ذلك الذي يأتي مع الشمس المعطر بقطرات الندا المسائية وأنا محشور في بطانية مستمتع بدفئها ولازالت آثار أمطار ليلة أمس على البطانية. حركة أهل الدار وأصواتهم بالقرب مني تضايقني أفتح رأس البطانية قليلاً.. تلتفت عيناي على الجانب الأيمن ثم على الأيسر، يجتمع في عيني أجمل مشهد في حياتي. اخضرار الأشجار..قطرات الندا وهي على أوراق الأشجار. وعلى جدران الدار تظهر زخات المطر ليوم أمس. كم كنت أحب القرية وقضاء العطلة المدرسية فيها.
لوحة:- في الصباح الباكر
يبدأ كبار السن رجالاً ونساء بالذهاب إلى الحقول حاملين الفؤوس لتقليب الأرض. وآخرين يقودون الثيران لحرث الأرض ونساء أخريات بدأت تلملم سرائرها المسائية وسراير أطفالها وتدخلها إلى الغرف خوفاً من أن يبللها المطر .
- دخان المواقد ينطلق من شمسية كل بيت في القرية يعانق السماء ورائحة الخبز الأسمر تملاء المكان .
- يبدأ الأطفال بالذهاب إلى مدارسهم وبعض الفتيات والنساء إلى البئر وفتيان وفتيات يذهبون إلى المرعى لرعي الأغنام وأخريات يذهبن لجلب الحطب من الغابة. أما أنا فقد كنت أجد متعة لا يوازيها شيء عندما كنا نذهب عرض الجبال الشاهقة كرحلة صيد نشرب من مياه المغادر عندما يصيبنا العطش ووقت الظهيرة نقوم بعملية الطهو . وبعد فتره راحة نبدأ بتناول أعشاب القات ونعود إلى بيوتنا قبل صلاه المغرب . وفي المساء نلتقي مرة أخرى في وادي القرية ونظل نغني ونرقص حتى منتصف الليل ثم نعود إلى بيوتنا . أما في الأيام الأخرى كنت احب أن اذهب إلى الحقل لاستنشق عطر الفلاحين أو أتناول وجبة الغذاء معهم وكنت أرى دائما أن عرق الفلاحين (الشقاه) مميزه رائحته عن أي عرق آخر.
- كلما مررت بين دروب القرية. والطريق ينحني كالثعبان أختفي وأظهر من مكان إلى آخر. ونظرات الناس تتعقبني. أشعر بقيمة نفسي عندما أراهم مبتسمين لي وتسألني كثير من النساء أيهما الأفضل المدينة أم القرية فأجيب بتعصب المدينة.وتعود تسأل لماذا لا تخطب من القرية؟ وما سر هذا الفرح في عينيك عندما تزورنا؟ إنك تكابر نحن نشعر بأننا لو فتحنا قلبك لوجدنا اسم القرية والحبيبة موجود أخيراً وصلت إلى بيت عمي أجلس في ركن الدار وأنظر لتلك الجبال البعيدة وأسأل ابن عمي. أريد أن أعرف ما وراء هذه الجبال الشاهقة؟
فيجيب توجد غابة ورعاة وقرى صغيرة.
- هل يمكن أن أجد آثار لحضارة قديمة هناك؟
- بإمكانك أن تذهب وترى بنفسك.
- هل سيسمحوا لي أن أقود الغنم وأجرب الرعي؟
- ولما لا. بإمكانك أن تأتي الصباح وسنذهب معاً فهناك الرعاة يجتمعون معاً رجالاً ونساءً في المرعى يتبادلون أطراف الحديث .
- في صباح اليوم التالي. كنت على استعداد للذهاب إلى الغابة مع الرعاة،بعد أربع ساعات وصلنا إلى حيث العشب والتلال الصغيرة ونقطة إلتقاء الرعاة. لا أعرف ما الذي يدفعني لهذه الرحلة. اشعر بخفقان سريع في قلبي أنة كالطبل أو كأنه يوم معركة لكم كنت ولا زلت أحب الجمال وكان جمال القرية و بنات القرية لا يضاهية أي جمال، لذا كتبت أجمل قصائدي في القرية وكان دفتر الشعر دائما"معيً.
- كانت نظرات الفتيات ترمقني من تحت النقاب. وأنا لابس الزي الرسمي لأهل القرية. كنَّ يتبادلن الضحكات والنكات وأنا أتكلم بلهجة أهل المدينة.. كنت كثير السؤال وكانت قلوب الرعاة مفتوحة على مصراعيها لأسئلتي.. كانت الساعة تقترب من الثالثة بعد الظهر. وقد أخبروني في صباح ذلك اليوم بأن اليوم ستمطر السماء.. وبعد فترة هدؤ اسودت السماء وتقاربت السحب من بعضها وزمجر الرعد وهطل المطر ولمع البرق مرات. وسقطت حبات البرد(الثلج) على رؤوسنا فأسرع الرعاة للإختباء في كوخ قديم بناه الرعاة قديماً. لم يتوقف المطر حتى اليوم التالي. كان الرعاة من قرى مختلفة حوالي 10 فتيات وخمسه فتيان.
جلسنا القرفصاء، كنت مسروراً جداً وأنا آخذ حبات الثلج لأكلها وعندما تعبت. وضعت ظهري على ركبة إبن عمي وأغمضت عيناي برهة ثم فتحتها بإتجاه فتاة كانت ترمقني بنظرة غريبة كانت نظرة طويلة. توقف الرعاة عن الكلام لساعتين وفي الساعة الثامنة قرر الرعاة ضرورة مغادرة المكان إلى منازلهم.
بدأ كل شخص بربط غنمة ويتجة صوب قريته إبن عمي وصديقي يناديني هيا، فأجيبه سألحق بك إني أعرف الطريق إلى المنزل .
- لم يبقى في الكوخ غيرنا تقاربت المسافة بيننا فسألتني هل تعيش في عدن. فأجبتها نعم. فأجابت كم كنت أتمنى أن أراها ورأيتها اليوم في عيونك‍!! ورأيت البحر فيها وسمعتها من لهجة لسانك ..... وتستمر الأسئلة .
- في صباح اليوم التالي صحوت ألتفت يميني وشمالي لم أجد أحد. فقلت وهل كنت أحلم. لا يمكن أن يكون حلم ولكن قالت بأن أسمها حورية فمن أين جئت بهذا الإسم؟ ولكن أين أنا؟ من أحضرني إلى هنا؟ خرجت خارج الكوخ لأرى بأني فعلاً كنت هنا بعيداً عن قريتي. ورأيت الرعاة من جديد ، عدت أبحث عند دفتري داخل الكوخ لأجد ملاحظة كتبتها تلك الحورية التي سامرتني ليلة أمس قائلة:-
(لقد أحببتك بصدق ، ومتأكدة من حبك لي وسلمت لك اعز ما أملك. لا تتعب نفسك بالبحث عني .لأنك لن تجدني أبداً. فهذه هي المرة الأخيرة التي آتي إلى هنا. وليس لدي سوى طريقين . أما أوافق على شخص لا أحبة . أو أني أموت لقد انتظرتك طويلاً أن تأتي. وكنت كالحلم في خيالي ، كنت أحلم بك كفارس على حصان أبيض يأخذني على حصانة . ولكنك تأخرت كثيراً كم كنت أتمنى أن أعشق ولو مرة واحدة في حياتي !! وعشقتك نعم ولو علم أهلي بعشقي لك لقتلوني ولقتلوك!! فعش حياتك أيها الحبيب وتذكرني دائماً في مدينتك وعندما تزور القرية الآن سأموت وأنا راضية بأنك كنت زوجي قبل أن يمسني شخص آخر وتلك الساعات لم تكن إلا سنين عشتها معك ولا يهم ما يحدث عندما يعرف الجميع بأني إمراءة!!! )
ملحوظة:-
((أرجوك لا تبكيني فدموعك غالية عندي أيها الحبيب))
- خرجت أبكي بحرقة بجانب الكوخ وعندما وصل نحيبي إلى الرعاة أسرعوا إلَّى قائلين ماذا حدث؟كان إبن عمي وصديقي معهم. سألتهم من يعرف تلك الراعية؟ التي كانت معنا. فأجاب إبن عمي لا أحد والراعيات بالذات لا يخبرونا من أين هم. وإن أخبرونا فإنهم لا يقولون الحقيقة.
- بعد خمس سنوات كتب إلى ابن عمي رسالة قائلاً :-
عزيزي ..
مر وقت طويل حوالي لم نراك هنا في القرية
((لقد أيقنت بصدق هواكما. عندما رأيت في المكان الذي كنت تبكي فيه شجرة جميلة غريبة تنموا بالقرب من الكوخ لها رائحة زكيه كالعطر وتذرف دموع من جذعها تعرف ماذا يعني ذلك.يا صديقي؟ وماذا يطلق عليها الرعاة ؟ إنهم يطلقون عليها شجرة الحب. أما أنا أطلق عليها شجرة دموع العشاق أُغلقت الرسالة وأستمريت أنظر إلى نهاية البحر !! وصوت الأمواج يصطدم بقوة بحجار الشاطىء كمن يريد أن يعرف الحقيقة ))
وأنا أتمتم لا عطر بعد عروس .. لا عطر بعد عروس .