السبت، 6 يوليو 2013

اخت القمر



قال صديقي:
لم أكن أعلم أو أصدق بأن للقمر أُخت تعيش بيننا على وجه هذه الأرض إلا عندما قابلتها على باب شقتها في العماره، فقد طلب مني صديقي أن أُسلّم رسالة لأختها يعتذر فيها عن عدم قدرته على المجيء بسبب مرضه ، والفرق بينها وبين القمر هي إنها الأجمل . فالقمر إن خسف ضاعت كل ملامحه وازداد سواده .. أما أُخت القمر فهي ان إنكسفت بسبب مغازلتي لها.. تزداد جمالا" فيتورد خداها كأنهما التفاح وينطبق رمشاها كليل دحمس وهو يحتضن السفن الراسية على شاطئ عينيها.
قلت لها مخاطبا" وهي تتسلم رساله صديقي :
= أأنت !؟
أجابت وبضحكه بريئة :
= لا .. أنا أختها .
قلت وقد جحظت عيناي :
= لا اصدق!! هل أنا في حلم أم حقيقة؟
قالت:
= لماذا !؟
قلت وأنا أمد يدي باتجاهها :
= أرجوك اقرصيني في يدي لأتأكد من اني أمام أخت القمر بالفعل!!
قالت وهي مبتسمة وعيناها إلى الأرض:
=أرجوك لا تخجلني ولا تزد شيئا".
قلت :
= لقد اخبروني عنك في العمارة والشارع والمقهى ولم اصدق ذلك الوصف!
قالت :
= وماذا قالوا؟
قلت :
= قالوا إنك فاتنة، في التاسعة عشر من عمرك ، ما أروعك عندما تلبسين بنطلون الجينز وتلفين جسدك بعباءة سوداء ، وتتدلى على جبينك خصلة من شعرك الذهبي وكأنها خيوط الشمس وما اجمل تقاطيع وجهك ..وشموخ أنفك وكأنه البتّار عيونك .. شفتاك .. رموشك .. جفونك ..عنقك .. صدرك .. انك فعلا" آيه من الجمال.
واصلت حديثي معها وسألتها عن اسمها .
أجابت:
= إنجيلا
بعد ذلك ودعتها متمنيا" ان نلتقي مره أخرى.
كان ذلك أول لقاء بيننا بعدها حاولت إقناع صديقي بان يساعدني على الالتقاء بها .. ومع الأيام فشل صديقي في إقامة علاقة عاطفية مع أختها ونجحت أنا بامتياز أمام ذلك الجمال الرباني.
أخبرتها يوما" ان عقول الناس قد نسجت قصص حب وهميه كثيره معك محاولة الاساءه إليك مرددين المثل القائل (اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول).. هل وصلت إليك تلك التهيؤات والهستيريا؟
قالت:
= نعم وتواصل حديثها ..هل ستصدقني إذا أخبرتك!؟
قلت:
= احب الصراحة في هذا الأمر.
قالت:
= لم أتخيل ذات يوم اني سأقع في شباك أحد كالسمكة ، حتى جئت انت ورميت شباكك واصطد تني!
فلكم تلقيت عبارات المديح وكلمات العشق ولم تؤثر فيّ ، وكنت في قمة السعادة وأنا أرى عشرات الشبان يسيرون خلفي او واقفين منتظرين كلمة مني ولم يقتصر الأمر على الشباب.. حتى المتزوجون انبهروا بي .. وأنا سعيده ان الله أعطاني هذه الجمال جل جلاله بديع السماوات والأرض فكانت الزيارات لا تنقطع عن بيتنا لتقديم عروض زواج لي من الجميع، وصكوك على بياض وقرارات بتدمير أُسر ولكني رفضتها جميعا" وقررت ان أعيش كملكة لأني كنت أريد ان أظل تلك الفراشة أحلق في الفضاء واغني لان كل الناس تحبني وتريد سماع غنائي وتحب ان أكون عصفوره بين العصافير ورفضت ان اغني لإنسان واحد واترك كل الزهور والبساتين!!!.
كان حبنا نقيا" صافيا" كالماء ..حلقنا معا" وحملنا رسالة الحب إلى كل الناس وبقينا في عالم الحب .. حورية من الجنة وإنسان من الأرض .
لم امسسها أبدا" وإلا كنت فشلت في الامتحان ..وهبتها الحب الذي لا ينضب أبدا" وأيقنت بأنها عفيفة السريرة والجهيرة .. وكتبنا ذكرياتنا على رمال الساحل الذهبي وفي الكورنيش وفي صيرة وكل المتنزهات والبساتين وكانت أختها دائما" برفقتنا ولم اكن أنانيا" او متملكا".
قالت لي ذات مساء ونحن في منتزه الاسره:
= احبك.
قلت محاولا" استفزازها :
= لا اصدق!
قالت:
= سوف اصعد على الطاوله واصرخ بأعلى صوتي .. احبك ان أردت!
قلت لها لدي رأي آخر:
= هل ترين تلك الاسره.. اذهبي إليهم واخبريهم بأنك تحبينني.
(لم اكمل جملتي إلا وذهبت حبيبتي إلى عند تلك الاسره).. دنت منهم كما يدنو القمر على كوكبنا ليضيء ليالينا .
قالت لهم:
= هل ترون ذلك الشاب؟
قالوا :
= نعم
وببرودة أعصاب قالت: أنا احبه.
ثم جاء دوري فذهبت إليهم وسألتهم : ماذا قالت لكم؟
قالوا :
= قالت إنها تحبك.
قلت :
= وانتم مارايكم؟
قالوا:
= يبدو إنها فعلا" تحبك.
وضعت ذراعها تحت ذراعي قائلا" لهم : وأنا أموت فيها!.. وسرت عائدا" إلى مكاني.
وفي اللقاء قبل الاخيرطلبت ان تراني والتقينا في منزلها
قالت وعلامات الحزن مرسومة على وجهها:
= سأعاود مع الأسرة إلى صنعاء بسبب انتقال عمل والدي.ولا اعلم ماذا يخبئ لنا القدر بعد.. أنا أشكرك على كل لحظه حلوه عشتها معك لانك كنت إنسان بكل معنى الكلمة .. معك عرفت الحب وانه أسمى من كل شيء واجمل من ان يُخدش كما يفعل البعض في علاقاتهم الغريزية فخذ مني ما تشاء فربما لن تراني بعد اليوم!.
وأجهشت بالبكاء.
لم استطع ان أتمالك نفسي فسالت دموعي على خدي فقلت لها:
= يهون ان تطلقي رصاصه على ولااسمع مثل هذا الكلام.
وهرولت خارجا" من منزلها.
وقبل سفرها بيوم طلبت مني ان نلتقي ولم يكتب لهذا اللقاء الاكتمال فهل هذا هو قدرنا..ان نفتـــرق
وهاأنا أعيش اليوم على أوراق الذكريات التي تركتها لي رسائلها منذ عام ومركزا" ذهني على كلمة احبك التي كتبتها بدمها متمنيا" ان يجمعني الله بأخت القمر مره أخري
( أما كاتب هذه القصة فقد احبها قبل ان يراها وتمنى ان يلتقيها ولو مره واحده منكرا" على نفسة وجود أخريات على وجه الأرض مهتديا" ببيت الشعر القائل( الأذن تعشق قبل العين أحيانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق